فيما أعرب الفنان السورى ميلاد يوسف الذى جسَّد شخصية عصام فى مسلسل "باب الحارة 3" – الذي عرضته mbc حصريا في شهر رمضان- عن تحفظه في المقارنات الجارية بين أبطال مسلسله، وأبطال "نور" و"سنوت الضياع"، شدد على أن جمهور المسلسلين التركيين غلب عليهم النساء، بينما يبقى الرجال أكثر تعلقا بمسلسل "باب الحارة".
وقال ميلاد في حوارٍ مع صحيفة القبس الكويتية الأربعاء 8 أكتوبر/ تشرين الأول إن جمهور "نور" و"سنوات الضياع" نسائي تلمس الرومانسية الموجودة فيه، أما في رمضان فالأمر مختلف؛ لأن الفرصة مهيئة بدرجة أكبر للجمهور الذكور في "باب الحارة".. والربط بين المسلسلين و"باب الحارة" هو تعطش من الجمهور إلى العلاقات التي ظهرت في الأعمال المدبلجة، وفي الوقت ذاته تعطشهم إلى معالم الرجولة في "باب الحارة".
وفيما يتعلق بالانتقادات التي طالت مسلسل باب الحارة واعتبرته يقدم واقعا افتراضيا عن البيئة الشامية، قال الفنان السوري: "ليس المطلوب أن نقدم واقعا لأننا لا نحكي عن حقبة تاريخية ولا نوثّق لها، ولكن إن كنت أقدم مسلسلاً عن شخصية تاريخية معينة فأنا مُطالب أن أُسأل عن هذه التفاصيل، ولكن في عملنا لسنا مطالبين بالتبرير إن كان هذا الحدث جرى أم لم يجر".
وشدد ميلاد فى الوقت نفسه على أن مسلسل "باب الحارة" كان من أكثر أعمال البيئة الشامية ملامسةً لتلك الفترة وللكثير من الشرائح الاجتماعية الموجودة في مجتمعنا لأن طبيعة العلاقات في العمل كانت حقيقية، وإن بحثنا عن العلاقات وطبيعتها والبساطة إن كانت موجودة في ذاك الزمن فسنجد أنها كانت موجودة كما تم تقديمها.
تحرير الشخصيات
ودافع ميلاد عن موت أبو عصام فى أحداث المسلسل على اعتبار أنه ترك مساحة أكبر لبقية الشخصيات والأحداث، وقال إنه ضمن الحبكة الدرامية لم يكن وفاة أبوعصام فقط لمصلحة شخصية عصام فقد لمسنا ذلك من خلال انفتاح الكثير من الشخصيات التي كانت غائبة في الحارة.
واشار إلى أن أبو عصام كان الوصي على العائلة، وغياب هذا الوصي حرر الشخصيات الموجودة في العائلة وأطلق العنان لها، حتى أنه أطلق العنان للكاتب والمخرج في التعامل مع الأحداث، وهنا أتكلم عن منحى درامي وليس بشخصي، فغياب الفنان عباس النوري أحزننا وأزعجنا جميعا.
وتابع الفنان السورى بالقول:" أحيانا هناك شخصيات تتحول إلى عبء، ففي الجزء الثاني أهم حدث هو طلاق أبو عصام من سعاد ونومه في الدكان، ولكن هذا الحدث جرى أثناء غياب أبو شهاب، وبالتالي تم تغييب شخصية لتتحرر بإطلاق الحدث حتى النهاية".
وأوضح "دائما أنت مضطر لتغييب شخصيات لتتحرر وتطلق العنان والأفعال للشخصيات المحيطة، فلو كان أبو شهاب موجودا لكانت الأمور حُلت فورا ولما تم بناء كل تلك الأحداث.. وفي رأيي أن غياب أبو عصام خدم الكثير من الشخصيات ومنهم عصام".
تامر وعبدة الشخصية
وعن شخصية تامر التى قدمها فى مسلسل "الخط الأحمر" والتي بدت على أنها نموذج لـ"عبدة الشيطان"، قال هي تمثل الشباب المتجه نحو الموسيقى الغربية والذين يتهمهم بعضهم بالقول إنهم من "عبدة الشيطان"، ولكنهم ليسوا كذلك، وهذا ما حاولنا إظهاره من خلال العمل فهم شخصيات موجودة ضمن مجتمعاتنا.
وأوضح أن الفكرة تمثل فى الدفاع عنهم لأنه ليس كل من تصادفه يمكن أن يكون من عبدة الشيطان حتى أن هناك من يرى أن لهم ارتباطاتهم الخارجية، وما فعلناه أننا حاولنا القول إنهم موجودون في مجتمعاتنا ولكن ليس لهم علاقة بعبدة الشيطان، فينبغي ألا نحكم على الشكل وإنما أن ندخل إلى المضمون.
وأشار الى أن هناك من نقد هذا الأمر قائلاً إننا نكرس هذه الفكرة ولكننا لسنا كذلك وإنما نعالج واقعا موجودا في مجتمعنا، فسلطنا الضوء على هذه الأفكار وطرحناها بشكل إيجابي فهم أشخاص وطنيون ومثقفون ولديهم هم اجتماعي ووطني.